وش

قالها لي وش كده:

"يا بني انت مكسوف تقولها؟ خايف على مشاعري مثلاً؟ خايف اضايقك او اتنرفز عليك او يبقى فيه حساسية يعني بيني وبينك ؟"

بص ناحية الشباك و رجع يقول لي:

"بقالكم قرون بتعملوا كده كسبتوا ايه و احنا استفدنا ايه؟"

و كمل كلامه و هو بينزل بسيف ايده على المكتب كأنه بيقسم رغيف فينو على تلاته:

"اي مسلم عارف دينه كويس بيعتبركم كفار… الفرق بين مسلم و مسلم ايه ؟… اقول لك :

⁃ واحد يعتبرك كافر بس يدعي لك بالهداية و يعظك بالموعظة الحسنة.

⁃ واحد يعتبرك كافر بس الظرف التاريخي و الاخوة و المواطنة و تقديم المصلحة العامة يغلب على افعاله فلا يطالبك بالجزية عن يد و انت صاغر حالياً مؤقتاً.

⁃ واحد يعتبرك كافر و يجب قتلك او دخولك الاسلام ليصير الدين كله لله.

انما انت كافر بالله في كل الاحوال …"

حاولت افتكر آيات القرآن اللي بتقول ان اهل الكتاب موش كفار ، سبقني في الكلام و شاور بصباعه ناحيتي و سأل:

"موش انت تؤمن ان المسيح هو الله و ابن الله في نفس الوقت زي النور يتولد من النور مثلاً في قانون الايمان عندكم؟… انت تؤمن بكده صح؟ انت كافر بالله يا بني و أخرتك جهنم مافيش كلام و موتك مالوش دية و فلوسك و مراتك و عيالك غنيمة الموضوع منتهي. بس عشان العيش و الملح، الاحكام دي بتطبق على استحياء في مواقف معينة و ما يصحش يتعدم اللي يعتدي عليك لان الشريعة الاسلامية لا تأخذ مسلم بدم كافر، آخره يدفع ديه… افكرك بقى ان الشريعه الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في للدستور المصري اللي الاغلبية المسلمة وافقت عليه… اصحى بقى و رد عليا بصراحة و سيبك من الردود السياسية اللي ما بتأكلش عيش، ماشي؟"

قلت بتردد: "حاضر"

سكت ثانية و كمل:

"المسيح يسوع الهك اللي بتعبده حي ولا ميت ولا موش اله اساساً ؟ "

قلت: "من غير زعل؟"

رد بسرعة: "يا أخي زهقتني ماحنا اتفقنا موش هاموتك النهارده يمكن ربنا يهديك"… وضحك بصوت عالي…

قلت: "المسيح يسوع هو الله الخالق و اتولد من ستنا العدرا مريم و اتصلب و مات و قام و هو حي"

قال: "الحي ده بيسمع و يتجاوب مع اللي يكلمه و لا حي منعزل مع نفسه؟"

قلت: "طبعاً بيسمع و يرد و بيتدخل في الاحداث بطريقته."

سأل بحده و صوته اعلى سنه: "ده اللي انت تعرفه عنه ولا اللي انت تعرفه منه ؟ يعني بيرد عليك لما تصلي له ؟

لو هاتكدب او هاتلاوع ما تجاوبش على سؤالي …"

قلت: "طبعاً بيرد و يرتب احتياجاتي و بيتدخل في حياتي و شغلي و يساعد و يشفي و …"

قاطعني: "خلاص خلاص ماتأڤوَرش؟ بيرد عليكم المسيحيين بس و لا بيرد على كل الناس ؟ يعني ده الهكم بس ولا اله كل الناس ؟"

قلت: "اله كل الناس و بيرد على الكل."

قال: "لو انا كلمته يرد؟"

قلت: "ايوه بس بشرط"

قال: "اللي هو ؟!"

قلت:" صدق النية و الاتضاع و الشجاعه في الطلب"

قال: "يعني ايه الشجاعه في الطلب؟"

قلت: "يعني تطلب بقلب جامد كل اللي انت عاوزه بدون خوف و يكون عندك الشجاعه تستقبل الرد لأن فيه ناس بتطلب و تجري ما تستناش و ماترضاش تستلم الرد عشان خايفة من تبعيات الاستجابة لطلبها و مصداقيتها قصاد نفسها… اتشجع و اطلب مايهمكش"

...

...

لم نتحدث في الموضوع بعد ذلك و لم اسأله ماذا فعل لكنني لازلت اتجنب الحديث حول المسيح يسوع و اكتفي بكلمات مثل: "ان شاء الله"، "ربنا يوفقك" ، "ربنا يرتب الخير" ، "رمضان كريم" ، "السلام عليكم".