top of page

الطيّب

  • سامح
  • Mar 3
  • 2 min read

Updated: Mar 4

"موش كل الرزق فلوس يا سامح دي الفلوس دي أقل نوع من أنواع الرزق"…


ثم استطرد يحكي لي عن ابنه الذي سقط تحت عجلات سيارة وقال الأطباء إن حالته حرجه وإذا به لا يكمل أسبوعين في الجبس وهو الآن يجري ويلعب:

"الستر والصحة والشفا رزق برضه… يسوى كام الرزق ده بقى؟ "


رديت: "ولا بفلوس الدنيا كلها"


كمل كلامه: "أقل رزق يا سامح رزق الفلوس بس الناس موش فاهمة وبتمسك في القليل ده كأنه كل حاجه…"


ثم انتقل للحديث عن الله في محبته للجميع وكيف أنه متيقن من هذا دون شك ومهما لاموه فهو يعرف هذا عن الله معرفة اليقين. لهذا حينمايأتي وقت الدعاء يدعو قائلاً:

"اللهم أشف مرضانا وكل مريض"

ويؤكد: "كل مريض… مسلم مسيحي يهودي كافر… كل مريض يارب اشفيه"


ثم استطرد قائلاً:

"الناس فاهمه كلام ربنا غلط…"

"فاكرين لما نقول 'ولا الضالين' يعني نقصد المسيحيين، يا سامح الضالين دول هم أي حد ضل زي اللي ماشي في طريق عدل كده و تاه…  سوا مسلم مسيحي يهودي ممكن يتوه عن طريق ربنا"

"الناس فاهمه غلط يا سامح"


حكي لي والدموع تترقرق بين جفنيه وهو يكافح أن لا تسقط… حكى لي كيف أن السيدة العذراء مريم تتراءى له إذا فتح الإنجيل وابتدأ بالقراءة فيه:

"تحس نفسك في السما … كأنك موش على الأرض… لو همك أو ضيقك أو مشاكلك معكننة عليك والدنيا كلها فوق راسك بس هي تيجي كل ده يروح وتحس بالراحة كأنك في دنيا تانية …"


أعادها بثقة القريب العارف بأمور الملكة وكاتم أسرارها:

"بتيجي اليومين دول للّي يفتح الإنجيل ويقرأ فيه"


شعرت حقاً بالفرح والغيرة وأردت أن أتوب حالاً عن جهلي وضعف إيماني وتقصيري… ٤٥ سنة مسيحي ولم أحظ بمثل هذه الرؤيا… ٤٥سنة مسيحي ولم أجرؤ أن أتحدث عنها بمثل هذه الثقة والمعرفة: "بتيجي اليومين دول…"


كنت فاكر نفسي رايح أعيّد عليه وأقول له "رمضان كريم يا طيب" واعطيه علبة تمر هدية متواضعة، فإذا به على بساطته وتواضع حاله غنياً جداً… وها هو يعطيني ممّا في قلبه، يعطيني من محبته وإيمانه وثقته في الله ومعرفته اليقينية بالسيدة العذراء مريم…


آمين… كل سنة وانت طيّب يا طيّب…


Photo found on Wix


Commentaires


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page