تحقيق الذات

أعتقد أن كثيراً من المفاهيم والأفكار يتم تداولها على أنها حكمة وهي ابعد ما تكون عن كونها حكمة... في رأيي على الأقل...

لو تقرأ كلمات السيد المسيح في الإنجيل سواءاً كنت تؤمن بأنه الله متجسداً أم لا...

سواءاً كنت تؤمن أنه الله المتجسد أم لا... تقرأ كلماته فيما كُتب عنه سواءاً كنت تصدق من شهدوا عنه أم لا...

ربما شخص أو فئة أو مجموعة قد اخترعوا كل هذا المكتوب.... ربما...

لا يسعنا إلا أن نسأل من كُتب عنه... إن كانوا قد افتروا على الله، فالله كائن حي يسمع ويستجيب ويتحدث عن نفسه...

تستطيع أن تسأله ويستطيع أن يجيبك أن "حاشا لي أن أتجسد وأصير مثلك... من تظن نفسك حتى أنني آتي اليك..."

"ما خلقتكم إلا لتعبدوني فهل آتي اليكم؟"

أنا شخصياً سألت وتسائلت و أجابني... لا اظن أنه أجابني لشيئ سوى أنني سألت...

نعم أجاب وأعلن لي أنه يحبني... وأنه ليس بحاجة لعبادتي له... أعلن لي ... ربما خدعت نفسي؟

ربما، لكن هذا ما أعرفه على الأقل إلى الآن...

اختبر هذا بنفسك ... لا اقول "اختبر" بمعنى "جرب"، لكن أقصد "عش هذه الخبرة" لأنها خبرة حية ومغيرة ويقينية إلى أبعد الحدود...

تحدث إلى الله إن كنت تؤمن أنه حي واسأله... اسأله حتى إن كان كاتب هذه السطور مخدوعاً أو مخادعاً... اسأله باتضاع فهو يتجلى للمتضعين ...

يشهدون عن الله أنه تجسد ووُلد وقال "أحبوا أعدائكم" ...

ربما يفترون على الله وهو لم يقل هذا...

الا أن القول نفسه يظل قوياً جداً ويحتاج لقدرات تفوق ما نعرفه عن القدرات البشرية ...

"من أضاع حياته من أجلي يجدها..."

"إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني..."

إضاعة الحياة وإنكار الذات وحمل الصليب؟

لحظة من فضلك...

"تحقيق الذات" و "تقدير الذات" ... احتياجات إنسانية على قمة هرم ماسلو....

كيف يمكن أن يحقق انكار الذات اي فائدة لمن أنكر ذاته ؟ كيف يحقق انكار الذات أي فائدة للمجتمع ؟

أن تنكر ذاتك يعني أن يتجاهلوك وانت تشاركهم تجاهلهم لذاتك وتتجاهلها كأنها ليست ذات قيمة...

لا يدعونك فتبادر بالمساعدة... يعادونك وتمد يدك بالسلام... يتناسونك وتتصل لتسأل بصدق وحب حقيقي...

من قال هذا وكيف يكون وما الحكمة منه؟

حسناً... لا اعرف ولكني سأسأل...

سأسأل ولن اعطيك إجابة لإن الإجابة تأتي بتغيير... أن تسأل أنت أيضاً وتسمح لإستجابته بتغييرك أو تسأله أن يغيرك فتعيش الإستجابة...