top of page

كان يوماً

  • سامح
  • Sep 20, 2024
  • 2 min read

Updated: Oct 19, 2024

كان يوماً ملهماً في تاريخ العائلة الممتد لمئات السنين إن لم يكن أكثر بكثير على حسب ما أعرف…

تلقى جدُ جدي الأكبر رحمه الله رسالة (مكتوب أو كتاب) من أحد البشاوات قبل قيام الثورة (لن أذكر الإسم منعاً للشوشرة التي قد ينجم عنها حكماً قضائياً بسجني)…


في هذا الكتاب:

وعَد الباشا جدَ جدي الأكبر ، وعد الباشا أن يكون لجد جدي قصراً في وسط أرضه الشاسعة … قصرٌ، قصرٌ حقيقيٌ في وسط أرضه الغناء الشاسعة المزروعة بكل انواع الفاكهة تين ورمان وتفاح وزيتون وأعناب ونخيل بكثرة و… وغيرها الكثير والكثير…حدائق لا أول لها ولا آخر ناحية طوخ مركز أجهور الورد محافظة القليوبية حالياً…


هذا الوعد مقابل أن يقوم جد جدي بحراسة البوابة البحرية لأرض الباشا ومنع اعتداءات الغوغاء والمتطفلين عليها حيث أن بيت جد جدي القديم المتهالك من الطوب اللبن ، بيت جد جدي كان بجوار البوابة البحرية لحدائق الباشا…


أخبر جدُ جدي أهل أجهور بمحتوى الكتاب (الرسالة) ثم أقام من أبنائه حراساً ونظم العمل بالحراسة بين الأبناء …

بعض من سكان القرية تطوعوا للعمل في الحراسة مقابل أن يسكنوا في القصر مع جد جدي أو حتى أن يضمن لهم عملاً في أرض الباشا…


وهكذا توارثت العائلة الكتاب جيلاً بعد جيل وفي كل جيل يمسك الحراس بالكتاب في ايديهم ويقومون بعملهم وينضم لهم في كل جيل من يصدق محتوى الكتاب ويمسك بنسخة منه ويقوم بواجبه في الحراسة أملاً في نصيب من أرض الباشا…


لم يقابل أحدٌ منهم الباشا نفسه ولم يبذلوا حتى أدنى جهد في مقابلته شخصياً، الكل يثق ثقةً عمياءً في الكتاب المكتوب. كل الواثقون يمسكون به ويرفعون السلاح على من يقترب من بوابة الأرض أو حتى يجاهر بعدم ثقته في المكتوب…


أتى ذاك الرجلُ المهيبُ النبيلُ يوماً بعد أن استقل مايكروباص من موقف كلية الزراعة إلى أجهور وأخذ توكتوك ثم ترجل قليلاً إلى البوابة البحرية لأرضه وأراد الدخول فمنعه الحراس…


"ليس من حقك الدخول"…


قال لهم: "أنا صاحب الأرض أنا الباشا…"


ضحكوا وظنوه مجنوناً…


نادى الباشا نحو تليفونه المحمول بالإنجليزية: "هاي سيري… إفتحي الباب البحري لأرضي…"

“Hey Siri, open the northern gate of my land”


ياللعجب!… انفتح الباب تلقائياً…


ذُهل الحراس الممسكون بالكتاب وصدقه البعض ولكن الأغلبية رفضوا أن يتحدثوا مع الباشا وقالوا إنه محتال أو مجنون ولما هم بالدخول من البوابة رفعوا عليه السلاح وجروه خارج الباب وقتلوه كما يقول الكتاب…



الصورة لغفير وجدت على صفحة على أحد صفحات Facebook


Comments


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page