top of page

كتاب مُحرَّف

  • سامح
  • Mar 31, 2024
  • 3 min read

Updated: Oct 19, 2024

أعجب حقاً كلما رأيت وسمعت نقاشاً محتدماً حول الكتب المقدسة والجدال المحموم بصدد كل كتاب لكل دين وما اذا كان يحوي فعلاً كلاماً منزلاً من إله أم أنه محرفاً…


الحق أننا لم نرَ النبي موسى ولا تحدثنا مع السيد المسيح ولا سألنا الرسول محمداً عن ما سمعوه أو قالوه أو كتبوه أو كُتب عنهم.من أين لكم إذن هذه اليقينية؟ الوجوديون والملحدون ينظرون و يضحكون علينا نحن المؤمنين بالإله الواحد … للأسف…


أتأمل أيضاً كيف يستميت البعض في الدفاع عن كتاب وانتقاد كتاب آخر وكأنما… وكأنما بإثبات يقينية صحة كتاب (بفرض أن هذا ممكن) مع دحض صحة الكتب الأخرى فإنك تثبت حقيقة وجود الإله من عدمه وحقيقة شخصية هذا الإله وما فعله وما قاله وبالتالي تشعر بالرضا عن ما تعتقده عن هذا الإله.


صديقي الغيور:

إن كنت تؤمن حقاً بإله حي فلماذا تحصر القضية في كتاب مكتوب؟ هل إلهك الذي أوحى بهذا الكتاب لم يعد قادراً على أن يتحدث عن نفسه بعد أن أوحى بكتابه؟

لماذا إذن هذه الاستماتة وما يصحبها من تشنج وكره وعصبية وكبرياء وأشياء أخرى، لا أظن أن إلهاً ما يرضى عنها.


المسيحيون تحديداً…


المسيحيون تحديداً يولَدون من جديدٍ كأبناء لله، بل وفيهم ، نعم فيهم، يحل الله نفسه بروحه القدوس حتى أنك تدرك حالما تقابل أياً منهم أنك أمام إبن لله. أمام إنجيل حي متحرك.


تظلمه فيقبل منك الظلم بإتضاع وبساطة عجيبة فتشاهد الانجيل حياً فيه "من لطمك على خدك الأيمن…"

حتى إن ترك إنجيله تراه وقد صار بائساً مهاناً، وايضا يتحقق كلام الإنجيل فيه "اذا فسد الملح… يُطرح خارجاً ويداس…"


ليس هذا لأن الله يحب المسيحيين أفضل من كل البشر. لا، ليس المسيحيون أفضل عند الله من كل البشر. يحدث ذلك، لأنهم ببساطة يؤمنون أن الله أبوهم فالله إذن ابوهم بمثل هذه البساطة. أليس الله عند حسن ظن عباده به؟


هذه الأمور التي أحدثك عنها… هذه الأمور ملموسة ومرئية ومحسوسة كل يوم لمن ينظر فقط، لمن هو مهتم فعلاً بأن يكون له علاقة مع هذا الإله المكتوب عنه. أما المتشدق أو غير المهتم فلا يرى هذه الأشياء لأن الله لا يتراءى للمتكبرين المتشدقين…

ما أقوله عن المسيحيين لا ينطبق فقط على القديسين او الملتزمين دينياً بالمسيحية…


حتى المسيحي الغارق في الشر، حتى هذا، بمجرد أن تتعامل معه ستدرك حتماً أنه لا يليق بما يفعله كما تستطيع أن تدرك أن هذه الإنسانة لا تنتمي لهذا المكان مع انها تفعل الشر كما تفعل الأخريات (شكلها بنت ناس) وكما تستطيع ان تدرك حالاً أن هذا الرجل لم يكن في الأصل فقيراً بائساً كحاله الآن (شكله ابن ناس)…


المسيحيون مهما فعلوا فإن هيئتهم وحديثهم وسوء أحوالهم في الشر… حالتهم هذه تنبئ عن أنهم ليسوا من هنا. ليسوا من هذا العالم.

كم اذن يكونون كلما اقتربوا من الله اباهم. الله يظهر بالحقيقة فيهم وبنور لا يمكن إنكاره إلا من عديم البصيرة…


من كلامه ومن محياه سواءاً قال "صباح الخير" أو "السلام عليكم"… من أول كلمة وأول تعامل، تدرك أن هذا الإنسان مسيحياً وأن فيه شيئاً مختلفاً. الحقيقة أنه ابن لله وهو يشبه أبيه…


الله نفسه يشهد للمسيحيين انهم ابناؤه ولا ينكر ابداً ابداً بنوتهم له حتى إن أخطأوا…


جرب إن تظلمه أو تضيق الخناق عليه أو تهينه وانظر كيف يتصرف الله فيه معك وكيف يدفع عنه الشر بطرق غير مفهومة…


نعم أوافقك… الله ينصر المظلوم دائماً، وهذا حقيقي… لكنه يفعل ذلك بشكل عجيب في أبناءه… انظر اليهم حينما يُظلَمون… تكاد ترى المسيح الصامت وقت المحاكمة والغافر فوق الصليب والقائم من الموت فيهم بكل وضوح… بكل وضوح…


تلقاه بعد أن تسببت في فصله من العمل… تلقاه فتنظره يحتضنك ويغمرك بمحبة تعجب لها وهي من فيض حب الإله الأب فيه، فلا تملك إلا أن تذوب في محبة الله او تنفر منه في قسوة. لا يمكنك أن تكون محايداً أمام حضور الله في هذا الإنسان الجميل الجديد كل يوم … يالروعة الله الظاهر في ابنائه المسيحيين.


لهذا كن هادءاً وارفع يديك لإلهك الحي الفاعل في خليقته وأسأله أن يظهر نفسه لك في اتضاع (اتضاعك انت) وهو قريب يجيب دعوة الداع، فسيعلن لك عن ذاته لأنه حي وحق…


Photo found on freepik.com


Comments


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page