كتابكم
- سامح
- Apr 2
- 2 min read
أتعجب فعلاً كلما واجهني أحد الأصدقاء بأن الإنجيل -ولو كان يحوي تعاليم سامية- إلا أنه للأسف مُحَرَّف.
أتعجب لأن قائل هذه الكلمات ولو كان يتحدث بثقة العارف الدارس الفاهم وقد يكون قارئاً للإنجيل إلا أنه يفقد المعنى كله ولا يدري حقيقة من هو الإنجيل…
نعم "من هو" وليس "ما هو"…
الإنجيل كله … كله في هذا المعنى (حسبما عايشته شخصياً):
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به"
هذا المعنى لا يحتاج إلى أن يُكتب ولا أعرف كيف يمكن تحريف معنى ليكون بعد تحريفه بهذه القوة والجرأة…
الإنجيل بُشرى -خبر مُفرح أو بشارة سارة- الإنجيل بُشرى تنتقل من قلب لقلب … "الله أحب العالم إلى حد أنه بذل ابنه"…
هل حرّفنا كلام المسيح يسوع فقلنا أن الله أحب العالم وبذل ابنه ليموت على صليب؟
هل حمل المسيح يسوع رسالة تقول أن الله واحد وهو يريدنا أن نعبده وأن نكون عبيداً صالحين فلما أردنا أن نحرف الرسالة قلنا أن الله أحب العالم ولأجله صُلب ومات؟ كيف جاءتنا هذه الفكرة الجريئة لحد الجنون؟
الحق أن وحدانية الله والخُلق الصالح، إنما هي أمور يمكن الاستدلال عليها بمجرد التأمل ولا تحتاج نبياً ولا رسالة سماوية…
اسأل أي لاديني، سيقول غالباً أن هناك من خلق الكون بغض النظر عن من هو، وقد يخبرك أيضاً أنه يجب علينا أن نكون صالحين ونعمل أعمالاً جيدة… "أعمال جيدة" تعني هنا ببساطة "إنسانية"…
أن أستأذن قبل الدخول وأهتم بنظافتي وأحترم والدي… ما الجديد في هذه الأمور ولماذا قد احتاج نبياً يقول لي هذه الأمور؟
لا أحتاج مكافأة لأنني أترفق بالحيوان ولا أفعل ذلك خوفاً من مصير أبدي مشؤوم… أنا إنسان فقط وهذا ما أظنه جيداً وصالحاً… لماذا؟لأنني خُلقت إنساناً يعرف ما قد يكون صالحاً. هكذا ببساطة…
لا حاجه لنبي ولا لكتاب مُنزَل ولا لمعجزات حتى نعرف مثل هذه الأشياء البديهية جداً…
أما أن الخالق يتخذ جسداً ويعيش بيننا… لأنه يحبنا… هذه بُشرى حقيقية وبشرى مُغيِّرة (تُحدث تغييراً) لكل من يتقبلها…
لم يحدث هذا؟
حسناً لكن البُشرى نفسها مُغيِّرة ولها فاعلية لا يمكن إنكارها… ولك أن تقبلها أو أن ترفضها…
لو قبلت هذه البُشرى فحتماً ستحب الآخرين كما أحبك الله وحتما ستقبل الكل بالرغم من شرورهم كما قبلك الله وحتماً ستضحي حتى بالنفس لأجل الآخر أياً من كان في محبة خالصة لأنك تحب الآخر هكذا مثلما أحبك الخالق…
هل تحتاج -بعد كل هذا التغيير (الميلاد الجديد) - هل تحتاج أن أتحدث إليك عن الخلق الصالح والنظافة والاعتدال وكظم الغيظ؟
لهذا فإن الإنجيل ليس كتاباً كلمات وجملاً للجدال والنقد والدفاع والتحريف والدراسة والمقارنة… ليس كتاباً…
الإنجيل حي في كل من قَبِله… لا يمكنك حين تقبل هذه البُشرى أن تفصل بين الكلمة وبين شخص المسيح يسوع نفسه… إنه هو هو الكلمة وهو هو شخص المسيح وهو هو شخص الخالق بمثل هذه البساطة والعفوية والوهج…
Photo found on Wix

Comments