مافيش زَيَّها…
- سامح
- Jun 7, 2023
- 3 min read
الواحد مننا ابنه يدخل هندسة و لا طب، الا و يفرح، و ده حقه، و ينتظر يسمع الكلام الحلو زي "ايه اخبار الباشمهندس يا ابو الباشمهندس" … "الست ام الدكتور راحت الست ام الدكتور جت" … طبيعي و منطقي، مافيش غلط في الوضع ده…
الواحد مننا ربنا يكرمه بشهادة ولا يشتغل في وظيفة مرموقه ، الا و يحط شكل و حدود و هيئة و رانك rank كده لكل حاجه يعملها … موش اي مكان يقعد فيه، موش اي اكل ياكله، ولا اي لبس يلبسه، ولا اي عربيه يركبها، و موش مع اي حد يتصوَّر …
لازم العربية و اللبس و الصورة و محل السكن و مدارس الولاد و الصحاب، في الحقيقة، و على الفيس، كل ده لازم يناسب الوظيفة الجديدة، و يعكس الوضع الاجتماعي و الطبقة اللي انتمي ليها… طبيعي و منطقي، مافيش غلط في الوضع ده…
الواحد مننا يبقى موهوب في الكلام، ولَّا بيعرف يشعر، ولَّا يلحن، ولَّا يرسم، ولَّا حافظ شوية معلومات، ولَّا عنده حبة معرفه، الا ولازم يكتب و يعزف و يعرض و يشرح و ينتج و يبين الابداع و الناس تشوف و تسمع و تقول "الله ايه الجمال ده"…
احط البوست من دول و لَّا انزِّل ڤيديو، و استنى تعليقات المدح و كلكَّات الإعجاب، ما انا موهوب و مبدع اهوه …ماحدش شايفني؟… طبيعي و منطقي، مافيش غلط في الوضع ده…
الواحد مننا مايقبلش يتقلّ من قيمته و مكانته… مايقبلش يعمل مجهود، بالذات لو بصدق، و مايتقدَّرش… الواحد مننا عاوز محبته تتقابل بمحبة و تعبه يتقابل بتقدير وجمايله تتقابل بالعرفان… طبيعي و منطقي، مافيش غلط في الوضع ده…
الواحد مننا يحب يساعد الناس و يحب يدعي لهم و ربنا يستجيب دعاه… الواحد مننا عشمان في ربنا مايرفضلوش طلب، و يطلب باجتهاد ربنا يشفي فلان، و يساعد فلان، و يبارك لفلان، و يستنى يشوف ربنا ازاي بيستجيب لدعوته اللي باخلاص، و يفرح بإستجابة الدعوة… طبيعي و منطقي، مافيش غلط في ال… في الوضع ده…
الواحد مننا يحب يفهم مشيئة ربنا في حياته و يصلي "يارب اكشف مشيئتك عاوزني اسافر؟"…" اكيد فيه خير هناك " … "عاوزني ارجع بلدي؟"… "اكيد فيه شر هاتنجيني منه"… "ياسلام لو تفهّمني مشيئتك، اعيش مطيع، و مسلَّم حياتي ليك، و شايف عملك، و فاهم طبعاً انه للخير اكيد موش عشوائي يعني"…
القديسين و الانبياء و الصالحين و الابرار مليانين فضائل و ايمان و طاعة و تسليم و اتضاع و محبة و ياما شافوا و احتملوا و عملوا خير…
الا انتي يا ست الكل … ييجي ايه اتضاع الانبياء، و لَّا اتضاع القديسين، و لَّا اتضاع الرهبان و النُسَّاك، ييجي ايه اتضاعهم قدام اتضاع بنت شايله على ايديها اللي خلقها، تأكله و تعلمه المشي و الكلام؟ … مجد لا يُحتمَل الا باتضاع عجيب لا يمكن فهمه ولا وصفه…
ييجي ايه أي معنى لحياة التسليم، و الايمان، و المحبة، و الاحتمال، قدام والدة الاله التي لا تجد مكاناً تضع فيه مولودها و الهها… تسير مع شيخ مسن من بيت لبيت ولا يجدون لها مكاناً في المنزل… نعم؟ لا يجدون لها مكاناً في المنزل؟ مافيش مكان تولد فيه؟
لماذا لم تطلبي؟ لماذا لم تطلبي حتى مكاناً بسيطاً ؟ لماذا لم تطلبي مكاناً مناسباً حتى لمولود فقير في منزل فقير؟
لماذا لم تصنعي المعجزات و كنتِ تستطيعين ان تفعلي بطلب بسيط مثل ام تطلب من ابنها الموظف في الرقابة الادارية، او في الحي، او الضابط في الجيش، او الطبيب، ان يفعل معروفاً مع احدهم او يكتب وصفة دواء لمريض؟…
لماذا لم تقفي بين الناس تشرحي لهم مما تعرفين من الكتب المقدسة كما فعلتِ مع ابنك المُذخَر فيه جميع كنوز الحكمة و العلم؟…
مَن احضر له الكتب المقدسة و جلس يقرأ له؟
من اخذه كل عام الى اورشليم ليحفظ العوائد و يمارس الطقوس التي تنبئ كلها عنه و تشير اليه؟…
لقد قَبِلَ منك ان تحكي له حكايات الاباء القديسين و هو يعرف الأزليات و الكائنات و ما يكون و ما سيكون و الأبديات ماثلة امامه… و مع انه قبل منك المعرفة كما قبل المعمودية من يوحنا، مع ذلك، لم تقفي لتعلَّمي الناس عن مَن تعرفينه و تلمسينه و هو سر مخفي عن الجميع …
ينكسر القلم و يعجز اللسان و يقف العقل مبهوتاً لا يستطيع ان يصف كرامتك و لا اجد نفسي مستحقاً ان انطق اسمك بشفتي يا والدة الإله…
شرفتينا يا ام النور و رفعتي راس البشرية … بنفتخر بيكي حتى قصاد الملايكة و نقول لهم ام النور انسانة مننا و زينا و شالت على إيدها رب المجد…
صحيح مافيش زيها…
Photo from the movie “Passion of the Christ”

Comments