top of page

موش كفاية

  • سامح
  • Oct 1, 2023
  • 2 min read

Updated: Oct 19, 2024

تأتي عليك اوقات تشعر فيها بعدم الكفاية…

لا اتحدث عن عدم كفاية المال أو المجهود أو الموارد أو الانجازات أو العلاقات … لا أقصد هذه الامور…


ينتابك إحساس بعدم كفاية ما تفعل لارضاء من تعتقد أنه الإله الخالق…


انت تؤمن انه كائن، عاقل، عادل، خيّر (صالح محب للخير) و يمسك في يده بمقاليد الأمور وله السلطان المطلق.


انت تفعل ما تعتقد ان الاله الخالق يريده، و يجازي عنه خيراً و تتجنب ما تعتقد انه ذنوبٌ او معاصٍ (ما لا يرضاه الإله الخالق)...


انت تصنع الاحسان و تساعد المحتاج و تناصر المظلوم و تزيد من الطاعات يوماً بعد يوم …


كل ما تعرفه من طاعات تصنعه، تصوم و تصلي و تتصدق و تبر الوالدين و تصل الرحم و … كل ما يرضِ الاله … تفعل كل ما يرضِ الاله …


لماذا اذن؟ لماذا ينتابني هذا الشعور بأنه غير راضٍ عني… ما افعله ليس كافياً…


العجيب حقاً، ان هذا الشعور يتنامى مع تقدم العمر و مع ازدياد الطاعات…


يكاد الصوت داخلي ان يصير مسموعاً لمن حولي: "يعوزك شيء"...


ما هو الشيء الذي يعوزني؟ لماذا لا استريح فيما اعمل من الصالحات؟ لماذا لست اقترب من جنة الخلد؟… على العكس، كأنني ابتعد…


لا اعتقد انه يمكن علاج هذا الشعور بأن اتوقف عن عمل الصلاح انما هو جوع للصلاح و لكن، ما هو هذا العمل الصالح الذي لم افعله بعد؟


يا خالقي ماذا تريدني أن أفعل ؟ ماذا يقول صوتك داخلي ؟ أنا لا افهم…


العمر يمضي ولا اشعر انني اقترب منك… اظن ان هناك فرقاً بين معرفة الصلاح و معرفتك انت "منبع الصلاح"… كيف مضت كل هذه الايام و لم اقترب؟… كيف شربت كل هذه المياه ولازلت عطشاناً اليك؟… اين شعور السكينة الذي يلازم رضاك؟… لماذا لا ترض ؟… لماذا لا تسمح وتكشف لي عن ذاتك؟… اسمح من فضلك و ارشدني…


الآبار مشققة و الماء لا يروي و الخبز على كثرته لا يُشبع…


لماذا يا خالقي؟ لماذا يا الله؟ لماذا تحتجب عني؟

ارني وجهك فاشبع من محبتك…

اسمعني صوتك فتسكن صرخات جوعي اليك…

احتضني كما الأب إبنه الضال…

عشمان فيك يارب… لو لم يكن فيك شبعي، فالموت جوعاً مصيرٌ محتوم…

لا تريدني آلة تصنع اعمال صالحة… بالتأكيد لا تريد ذلك… تريدني انساناً صالحاً كما انت صالح … من انت اذن كي اكون انا كما انت… من انت؟


Photo credit goes to Wix



Comments


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page